Saturday, May 12, 2007

دبي , المدينة التي لا تنام






تتركز جميع أفكاري في الطريق و أنا متجهة من أبوظبي إلى دبي لقضاء العطلة, حول دبي , دبي
المدينة التي لا تنام .. لؤلؤة الخليج و دانة الدنيا ... كانت فكرة أن دبي أو الإمارات هي بلد بدون تاريخ أصيل و حضارات قديمة تجعلني أتخذ موقفاً سلبياً من هذا البلد لأني طالما اعتززت بتاريخ بلادنا و آثاره و الحضارات القديمة التي مرت عليه .. أما الآن و قد تغيرت نظرتي للحياة , لم أعد ألق بالاً للتاريخ و خصوصاً بعد أن تيقنت أن معظم تاريخنا مزور و أن هناك من الأحداث ما يخجلنا بقدر ما نملك ما يجعلنا نفخر, أصبحت أحب هذا البلد , يكفيه فخراً أنه و بثلاثين سنة وصل مراحل متقدمة أكثر مما وصلته بلادنا في قرون ... أحب هذا البلد الذي علمني أشياء لم أكن أعرفها و عرفني في الحياة أموراً لم أكن أدركها ... قدمت له و أقدم من وقتي و جهدي كل يوم و لكنه في المقابل يعطيني و لا يبخل علي ...

عندما وصلت إلى شارع الشيخ زايد يوم الخميس أي أول البارحة و طبعاً كالعادة علقت في زحمة لها أول و ما لها آخر .. و كنت أستمتع بالنظر الى الأبراج الجديدة التي يذهلني فيها التغير الكبير الذي يحدث كل أسبوع .. فكرت أن دبي سنة 1833 م كان يقطنها 800 شخص فقط يسكنون خياماً و بيوتاً من طين و كانو يتنقلون على الجمال و ينامون تحت النجوم دون أن يعترض نظرهم برج متعلق هنا و طائرة تحلق هناك ... غفوت قليلا فالإزدحام المتوقع مع الحادث الذي حصل على الطريق و أعلنت عنه اللوحات الإعلانية يعطيك الفرصة في كل مرة لتغفو لعشر دقائق أو ربع ساعة قبل أن تغير الكير أو الفيتيس من إن الى دي
(Normal to Drive)
و عندما فتحت عيني خطر لي أن أصور برج دبي .. يذهلني هذا البرج .. كل يوم خميس أقول مرحباً لعشر طوابق جديدة ... يا إلهي .. أين ستصل دبي بعد 10 سنوات .. الى السماء ربما ... بالرغم من أني بقيت 3 ساعات من أبوظبي الى دبي , ساعتين و نصف منها في شارع الشيخ زايد و بالرغم من وصولي منهكة الى ديرة حيث كنت متجهة .. عاودت الذهاب مع بعض الأصدقاء الى ذلك المقهى في الجميرة الذي طالما استهواني و لم أجربه قبلا ... جابينغو .. أعجبني اللوغو الذي وضعوه على المينيو , قائمة الطعام .. دغدغ جابينغو مركز الأحاسيس الحلوة القديمة في رأسي .. الضيعة و المقاهي المنتشرة على طريق المشوار و الكراسي و الطاولات التي تعيق حركة السير ... اشتقت إلى رائحة شجر الحور الممزوجة بمعسل التفاح لأركيلة الشباب الذين يجلسون بجوارنا على طريق المشوار في ضيعتنا المنسية على سفح الجبال الخضرا اللي واصلة للسما ... ورح بلش أكتب قصيدة بعد شوي .. الجميرا إحدى الأماكن التي أحب قضاء وقتي بين مطاعهما و ساحلها و مقاهي الشيشة فيها ...بدأت أحب دبي في آخر أيامي في الإمارات ... يا لحزني .